سنة كاملة على غياب الصديق والأخ والحبيب الأستاذ طلال سلمان

32

نعم… سنة كاملة على غياب قطب من أقطاب الصحافة اللبنانية والعربية… وبالفعل فقد ترك غياب الاستاذ الكبير أبو أحمد فراغاً حقيقياً في الصحافة اللبنانية والعربية، لم يستطع أحد أن يسُدّ هذا الفراغ.
بهذه المناسبة الأليمة على قلبي، أحسّ بصعوبة الفراق، كما أحسّ بالخسارة الكبيرة للصحافة ولموقع لبنان الاعلامي.
استاذ طلال… ما أحوجنا إليك اليوم لترى ماذا يفعل العدو الاسرائيلي بأهلك في فلسطين… خصوصاً أنك لم تكن في يوم من الأيام إلاّ العروبيّ الأوّل والمسلم الأوّل والمؤمن الأوّل بالقضية الفلسطينية.
والأهم من كل هذا التصاقك بقضية العرب الأولى ألا وهي قضية تحرير فلسطين… كذلك، كنت في كل أيامك العروبيّ الأوّل… فلا تعترف بالمذهبية ولا بالموضع ضمن أي مذهبية، بل كانت القضية بالنسبة إليك هي الوطن أوّلاً والعروبة… كذلك أولاً.
جريدة السفير توقفت بقرار لا أظنّ إلاّ أنك اتخذته مبكراً بعد أن شاهدت الصعوبات التي يمر بها الإعلام المكتوب.
اتخذت قرار إيقاف “السفير”… من المؤكد ان اتخاذك القرار كان ضد إرادتك، ولكن ظروف الحياة تغلبت على المبادئ وعلى القناعات.
لعنة الله على الظروف المالية الصعبة التي أجبرتك، كما أجبرت عدداً كبيراً أيضاً من الزملاء على التوقف عن إصدار صحفهم
في هذه السنة خسرنا جريدتين عزيزتين على قلبي: أولاً: “الجمهورية” التي يملكها الوزير الحبيب الياس المر. وثانياً: جريدة “نداء الوطن” التي يملكها المرحوم ميشال مكتّف. وبالفعل بدأت أشعر بالوحدة، نعم الوحدة، لأنه كلما توقفت جريدة عن الصدور “يتوقف” قلبي من الخوف من المستقبل.
المشكلة الكبيرة ان المملكة العربية السعودية توقفت عن مساعدة الصحف اللبنانية… ولا أعلم ما هو السبب؟
على كل حال، المناسبة اليوم هي أن يتذكر اللبنانيون أنّ هناك علماً من أعلام الإعلام في العالم العربي قد خسرناه ولم يستطع أحدٌ أن يسدّ الفراغ الذي خلّفه.
إننا نتداول في نقابة الصحافة، وبانتظار الوقت المناسب، لتكريم شخصية إعلامية كالاستاذ طلال سلمان من خلال إقامة مهرجان تكريم لهذا الاستاذ الكبير.
أخيراً، أتوجه من كل قلبي الى جميع أصدقاء ومحبّي الزميل العزيز الكبير وإلى عائلته فرداً فرداً بواجب العزاء والسلوان، ونتمنى لروح الفقيد الكبير الزميل أبي أحمد الرحمة والغفران.
عوني الكعكي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.