حزم الدولة نفع.. هل يعتمده بوحبيب في بروكسل أيضاً؟

50

لارا يزبك

الشرق – عشية توجهه الى بروكسل حيث يُعقد في 28 الجاري مؤتمر حول النازحين السوريين، رفع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب السقف وتوجَّه بنبرة صارمة الى مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين بعدما استدعى امس، ممثلَها في بيروت ايفو فرايسن. الرسالة التي نقلها بوحبيب الى ضيفه كانت لافتة ومتقدمة شكلا ومضمونا، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ «المركزية»، وكانت بحجم الرسالة التي تجرّأت فيها المفوضية على تجاوز السيادة اللبنانية وقوانين الدولة اللبنانية والتي وجهتها الى وزير الداخلية بسام المولوي الاسبوع الماضي. فبلهجة شديدة الحزم، ابلغ بوحبيب فرايسن بـ «سحب الرسالة التي وجهتها المفوضية لوزير الداخلية والبلديات، واعتبارها بحكم الملغاة»، وطالبه بـ « ضرورة احترام أصول التخاطب مع الوزارات والادارات اللبنانية المختصة، وعدم تجاوز الصلاحيات المنوطة قانوناً بوزارة الخارجية والمغتربين لجهة كونها الممر الالزامي لكافة مراسلات المفوضية وفقاً

للاتفاقيات، والمعاهدات، والاعراف الديبلوماسية»، وبـ «عدم التدخل في الصلاحيات السيادية للبنان، والتزام القوانين اللبنانية لجميع المقيمين على الاراضي اللبنانية من أفراد ومنظمات، المتوافقة أصلاً مع كل التشريعات الدولية»،

وبـ «التزام مذكرة التفاهم الموقعة مع المديرية العامة للأمن العام لعام 2003، والصادرة في الجريدة الرسمية، وتطبيقها نصاً وروحاً». ولم يفت بوحبيب التلويح بأنه و «في حال عدم التقيد بما ورد أعلاه والتمادي في تجاوز حدود الاختصاص، ستكون الوزارة مضطرة الى إعادة النظر بتعاملها مع المفوضية، أسوة بما اتخذته دول أخرى من اجراءات في حق المفوضية لدى قيامها بتجاوزات مماثلة».  هذا التصرف الذي أتى نتائجه فورا اذ سحبت المفوضية رسالتها، ممتازٌ ويُفترض ان يُعمَم على الوزارات وادارات الدولة اللبنانية، اذ انه وامام حجم الوجود السوري والتحدي الذي يفرضه، وفي حال لم تنتفض الدولة لسيادتها وتضع حدا لكل من يتطاول عليها، واذا لم تواجه بصرامة متسلحة بـ»القانون»، المفوضيةَ ومعها كل مَن يعمل لإبقاء السوريين في لبنان وتحويله بلد لجوء، فإن المعركة هذه سيخسرها اللبنانيون وسيتمكن الاوروبيون ومَن معهم، مِن تحقيق مشروعهم.

عليه، تضيف المصادر، على الداخلية ان تواصل حملاتها لتنظيم الوجود السوري غير الشرعي، وهي ستفعل ذلك. وعلى الخارجية ايضا ان تكون واضحة في بروكسل، تماما كما كانت واضحة مع «المفوضية» في بيروت، وان تؤكد امام الحضور كله، أن اموال العالم لن تتمكن من اقناع اللبنانيين شعبا ودولة، ببيع بلدهم لأي شعب آخر، ايا كان هذا الشعب… فهل سيكون بوحبيب حازما ايضا في بروكسل؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.