حديث الجمعة _ آداب السفر في الاسلام

48

المهندس بسام برغوت

السفر لغة: البروز أو الظهور أو الكشف، وجمع كلمه السفر الأسفار، أما عن معناه الإصطلاحي، فالسفر يعني خروج الإنسان من مكان إقامته .

أنواع السَّفر في الإسلام: مُتمثِّلةٍ بخمسة احكام:

سفرٌ واجبٌ؛ كأن يُسافر المسلم لأداء فريضة الحجِّ أو العمرة الواجبة، أو السَّفر في سبيل الجهاد.

سفرٌ مُباحٌ؛ كأن يُسافر العبد للسعيِ في الرِّزق المُباح من تجارةٍ ونحوها او كالسياحة المباحة او العلاج.

سفر مُستحبٌّ ؛ كالسفر لأداء نوافل الأعمال كالعمرة، أو لطلب العلم، والتفقُّه في الدِّين، أو لوصل الأرحام، وزيارة الأقارب.

سفرٌ مكروهٌ؛ كأن يُسافر المسلم لوحده، فعن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم انه قال: « لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في الوَحْدَةِ ما أعْلَمُ، ما سارَ راكِبٌ بلَيْلٍ وحْدَهُ «.

سفر حرام؛ كأن يُسافر المسلم للتِّجارة بالمحرمات أو لارتكاب المعاصي.

آداب السَّفر كثيرةٌ، اذ على المسافر ان:-

يحرص على تأمين نفقة عياله وأهله وسدِّ حاجاتهم عند سفره.

يودع الأهل والرُّجوع إليهم.

يتحرِّى الصُّحبة الصَّالحة.

يداوم على ذكر الله في التِّرحال والرَّاحة.

يواظب على الدُّعاء رغبة ورهبة.

يحرص على أداء الصَّلوات بوقتها.

ينزل ويستريح بأماكن النُّزول اللائقة.

يعد جمع الصلاة وقصرها في السفر من الرخص التي اجازها الله عزوجل للمسافر لما قد يتعرض له اثناء سفره من مشقة ، وقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بما معناه: «انها صدقة تصدق الله بها علينا فعلينا قبول صدقته «، ويُشترط لِجمع الصلاة وقصرِها العديد من الشُروط:

نيَّة السفر: وهذا شرطٌ مُتّفقٌ عليه عند جميع الفُقهاء، بحيث يكون السفرُ مقصوداً ومعلوماً.

مسافة القصر: ذهب جُمهور الفُقهاء إلى أنّها ثمانين كيلو متراً.

القصد من السفر: فلا يجوز القصر في السفر المُحرَّم الذي يُقصد منه المعصية.

الشُروع في السفر: وهو ما عبَّر الله تعالى بِقولهِ: « وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ « (سورة النساء ).

عدم الاقتدِاء بِمُقيمٍ: فالمُسافر الذي يُصلّي خلف إمامٍ مُقيمٍ يجب عليه الإتمام.

البدء بالصلوات حسب الترتيب: فمثلاً يُصلّي الظُهر قبل العصر، فلا يفصل بينهما بفاصلٍ زمنيٍّ طويلٍ، وكذلك يصلي المغرب قبل العشاء.

اما فوائد السفر في الإسلام فهي كثيرةٌ، واهمها:

طلب الرزق: قال الله عز وجل «هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور» (سورة الملك )، هذه دعوة من الله لمن لم يجد رزقه في بلده أن يسعى ليجد رزقه بالسفر.

طلب العلم النافع:هذا ما فعله معظم النيين والصالحين لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من سلم طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة «.

تفريج الهموم: فإن السفر فسحة للنفس، فمجرد السفر إلى أماكن جديدة أو مستحبة يريح النفس ويساعدها على تخطي الهموم، فتغيير الوجوه من حولنا يساهم في إراحة النفس.

إستجابة الدعاء: كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد لولده، ودعوة المسافر».

ان للسفر في الاسلام مستحبات يجب مراعاتها والقيامُ بها، منها:

استحباب أن يختار الرفقة الملائمة من الثلاثة فصاعداً ويكره أن يسافر وحده: فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله»شر الناس من سافر وحده ومنع رفده «،وإذا اضطر للسفر وحده فليقل:»ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا با‏لله اللهم آنس وحشتي وأعني على وحدتي وأد غيبتي».

استحباب صلاة ركعتين عند إرادة السفر ويقول بعدهما: « اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي وذريتي ودنياي وآخرتي وأمانتي وخاتمة عملي «.

استحباب أن يجمع عياله ويقول: « اللهم إني أستودعك الساعة نفسي وأهلي ومالي وديني وذريتي ودنياي وآخرتي، اللهم احفظ الشاهد منا، والغائب، اللهم احفظنا واحفظ علينا، اللهم اجعلنا في جوارك، اللهم لا تسلبنا نعمتك ولا تغير ما بنا من عافيتك وفضلك».

ختاماً،

تثبت الادعية في قلب الانسان شعور الهدوء النفسي والسكينة وخاصة ان كان يشعر بالخوف. ان دعاء السفر من الادعية التي يجب ان يتلوها المسلم قبل بدء رحلته فهي تساعد على حماية الشخص وتيسير رحلته وصولاً إلى وجهته بسلامة وامان، واما الدعاء الذي ينصح بتلاوته فهو قولنا: « سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا وطوي عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اني أعوذبك من وعثاء السفر، وكابة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل والولد «.

المهندس بسام برغوت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.