جعجع: مكمن الداء عند بري وهو «شيخ المعطّلين» أيضاً

31

كتب داني حداد

في موقع mtv:

الشرق –  لا رئاسة في أيّار، كما تمنّى أعضاء اللجنة الخماسيّة في بيانهم الأخير، وقد بلغنا عشره الأخير. ولا في حزيران ما دامت الخلافات والتباينات على حالها. وقد يقول قائلٌ إنّ المجلس النيابي الحالي لن ينتخب رئيساً، خصوصاً أنّ مواقف الدول «المؤثّرة» تبقى في دائرة التمنّيات، لا أكثر.

في هذا الوقت، يراقب رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، من معراب، تحرّكات اللجنة الخماسيّة وبياناتها، كما يرصد ما يصدر من مواقف وتسريبات من عين التينة، حيث يقيم «شيخ المهضومين»، وهو اللقب الذي أطلقه جعجع على رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

تفاوتت التفسيرات لبيان اللجنة الخماسيّة، بين من بالغ في التفاؤل ومن اعتبره ورقة نعي. يقول جعجع، في حديثٍ لموقع mtv: «لا هيك ولا هيك». ثمّ يقدّم قراءته، فيعتبر أنّها «ليست المحاولة الأخيرة للجنة، ولكن لا يعني ذلك أنّنا سننتخب رئيساً بعد أسبوعين، إذ هي خطوة إضافيّة على طريق «الخماسيّة» التي تعمل للرئاسة أكثر من بعض الفرقاء اللبنانيّين، خصوصاً من يقومون بتعطيلها، بينما تسعى هي الى البحث عن مخارج».

ويعتبر جعجع أنّ «رئاسة الجمهوريّة مسألة لبنانيّة بامتياز، وعلى النوّاب تحمّل مسؤوليّاتهم، وخصوصاً رئيس المجلس النيابي». ويضيف: «ننتظر زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، لأنّه يتابع الملف من مختلف جوانبه، وهم ملمّ بالخطوات وخصوصاً لجهة تحديد المواصفات التي وُضعت لانتخاب رئيس في الاجتماع الذي عُقد في الدوحة منذ عامٍ تقريباً، وهي ضروريّة جدّاً للوصول الى رئيس».

ويتابع: «لست متفائلاً كثيراً، ولكن على اللجنة الخماسيّة أن تتابع عملها عبر الضغط على محور الممانعة لكي يكفّ عن دوره التعطيلي». فاشل… إلا بالكذب كثُرت التحليلات لبيان اللجنة الخماسيّة. اختار البعض أن يعتبره انتصاراً لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، إذ وجد تطابقاً بين دعوة «الخماسيّة» الى التشاور ودعوة بري الى الحوار.

يجيب جعجع بأنّ «محور الممانعة فاشل بكلّ شي إلا بالكذب وتحوير الوقائع». ثمّ يشرح: «الأكثر وضوحاً في بيان الخماسيّة كان الدعوة الى التشاور، على طريقة دعوة تكتل الاعتدال الوطني التي كنّا في طليعة من وافق عليها. إذ ليس صحيحاً أنّ اللجنة دعت الى حوار على طريقة بري، بل الى تشاور على طريقة تكتل الاعتدال، وقد سمّوه بالإسم. هذا التشاور قائم أصلاً منذ بدء الفراغ الرئاسي، ولكنّه يواجه تعطيلاً من محور الممانعة بسبب عجز الأخير عن إيصال مرشّحه سليمان فرنجيّة».

أدّى انسداد الأفق الرئاسي الى تكرار مقولة إنّ المجلس النيابي الحالي لن ينتخب رئيساً. لا يوافق جعجع على هذا الاستنتاج، مشيراً الى أنّه «تتبقى سنتان من عمر المجلس النيابي، كاشفاً عن اتصالات تجري من تحت الطاولة، خصوصاً بين جبران باسيل وحزب الله ممكن أن تؤدّي الى اتفاق على رئيس خنفشاري».

نسأل: ماذا لو وصل هذا «الرئيس الخنفشاري»، وفق تعبير جعجع؟ فيجيب: «لا حول ولا قوّة إلا بالله. نلتزم بقواعد اللعبة كما هي، إذ علينا أن نكون جمهوريّين لا انتقائيّين ونختار ما يناسبنا. ولكنّنا طبعاً، سنقوم بكلّ ما يلزم لمنع وصول هذا المرشّح الذي سيتّفق عليه باسيل وحزب الله».وعن النصيحة التي يوجّهها الى اللجنة الخماسيّة، يقول رئيس «القوات»: «أعضاء اللجنة الخماسية صادقون، وإذا أرادوا الوصول الى نتيجة، فعليهم الذهاب الى صلب المشكلة، وهي عدم دعوة بري الى جلسة بدوراتٍ متعدّدة، لا بل هو يكتفي للأسف بجلسات فولكوريّة لأنّنا نعلم جميعاً بأنّ لا أحد يملك قدرةً على إيصال رئيس من الدورة الأولى، ولكنّ الأمر سيكون متاحاً في الدورتين الثانية أو الثالثة. وبالتالي عليهم أن يدركوا مكمن الداء، وهو تعطيل الرئيس بري للانتخابات الرئاسيّة».

نسأله: الرئيس بري هو إذاً «شيخ المعطّلين» لا «شيخ المهضومين»؟ فيردّ: «واحدة لا تلغي الأخرى».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.