تركيا انتصرت على بشار الأسد وإسرائيل وروسيا
كتب عوني الكعكي:
لا نبالغ حين نقول: إنّ تركيا انتصرت على إسرائيل وروسيا وبالتأكيد على الرئيس الهارب بشار الأسد.
المصيبة أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاول مرّات عدّة أن يتقرّب من الرئيس الهارب بشار الأسد، لكن عبثاً لم يستجب الأخير قائلاً جملته الشهيرة: لماذا أجتمع مع الرئيس أردوغان؟ ألتناول المشروبات؟!.
هذا يؤكد أنّ الرئيس الهارب لا يصلح لأن يكون رئيساً لدولة «جزر القمر»، فكيف إذا شاءت الظروف والقدر أن يكون رئيساً للدولة السورية؟.. إنّ من لا يعرف قلب العروبة النابض، أعني دولة الأمويين أي بلاد الشام لا يعلم شيئاً… عاصمة الأمويين لها تاريخ مجيد، ويكفي أنّ الرئيس حافظ الأسد شنّ حرباً، ومعه مصر والسعودية والعراق والمغرب والكويت والأردن ضد إسرائيل… وهي المرّة الأولى في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي يحقق العرب فيها فوزاً ونتائج إيجابية… وهو نجح… ولولا وجود الجسر الجوّي الاميركي لكانت إسرائيل في خبر كان، ولكن من يقدر على أميركا؟
وما دمنا نتحدّث عن حرب تشرين المجيدة، كما يحب السوريون تسميتها، وكما يحب المصريون إطلاق حرب 6 أكتوبر عليها، لا بدّ من أن نتذكر أن الرئيس صدّام حسين هو الذي أنقذ سوريا، ومنع الجيش الإسرائيلي من التقدّم نحو دمشق…
بالعودة الى موضوع تركيا، علينا أن نتذكر أنّ تركيا استوعبت واستضافت 4 ملايين مهجّر سوري، وأمنّت لهم المساكن ونظّمت وجودهم… كذلك، فإنّ هناك 200 مصنع سوري في حلب، نقلت معداتها الى تركيا.. وأصبحت الجالية السورية في تركيا تعيش بشكل محترم ومنظم.. إذ سُمِح لهم العمل هناك، والسوري وخاصة الحلبي كما هو معروف يتميّز بأنه من العمال ذوي الخبرة والتفاني والإخلاص في عمله، وماهر ومتفوّق. وهكذا استقر السوريون المهجرون هرباً من جرائم وبطش الرئيس الهارب بشار الأسد في تركيا برعاية من الدولة المضيفة التي حافظت على كرامتهم.
من ناحية ثانية، ماذا فعل الروس في سوريا؟ فقط تدخلوا وساهموا في قتل الشعب السوري بالبراميل التي كانت ترمى من الطائرات، والتي كانت تحتوي على النيترات التي تستورد من خلال مرفأ بيروت، وللأسف فإنّ الروس استقرّوا في قاعدة «حميميم»، وصاروا يملكون قاعدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في طرطوس.
المشكلة أن الروسي، بعد أن قبض خمسة مليارات دولار من فصيل الحرس الثوري وقائد «فيلق القدس» ثمن أسلحة، اكتفى بالأموال وبيع السلاح.
اما إسرائيل، فإنها استغلت الجنوب السوري، خصوصاً ان إسرائيل راحت تشجع طائفة الدرزية على تقسيم سوريا، لكنها لا تعلم ان الدروز هم أبناء السلطان باشا الأطرش، وهم عرب أقحاح، وأنّ جميع المحاولات والإغراءات فشلت ولن تنجح أبداً في حرفهم عن مسارهم العروبي والوحدوي.
الوحيد الذي عرف كيف يستفيد ويفيد من الموضوع هو الرئيس رجب طيب أردوغان الذي دعم القائد أحمد الشرع وشجعه على إكمال مسيرته.
فما النصر إلاّ للأبطال.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.