بري يتصدّى لهوكشتاين.. والجنوب وغزة يذبحان الاحتلال

53

سابقة من نوعها هي الضربة الاسرائيلية في عمق كسروان بما ترمز اليه مدينة جونية. صحيح انها محدودة جدا اذ استهدفت رجلا وزوجته بدقة ولم تتسبب باي اضرار اخرى، وصحيح انها لم تكن غارة بصواريخ على غرار استهداف ايطو الذي حصد 24 شهيداً، لكنّ الصحيح ايضا ان ما من منطقة على امتداد جغرافيا لبنان تصنّف بالآمنة بعد اليوم، والمظلات التي كانت مفتوحة فوقها أقفلت. فإجرام اسرائيل لا يفرق بين منطقة وأخرى ولا يهتم لمن يقتل، انما هدفه واحد تحقيق الهدف.

والاخطر ان تل ابيب لم تخطئ هدفاً حتى الساعة، ما يدّل الى قدرات عسكرية استخباراتية تكنولوجية هائلة، بدليل ان الشخصين اللذين استهدفا في ساحل علما صباحا فرا من السيارة حينما استهدفت الا ان مسيرة تبعتهما واستهدفت كل منهما بصاروخ، فاردتهما.

دائرة الخطر اذن تتوسع وسؤال واحد يطرحه اللبنانيون في المناطق التي كانت حتى الامس القريب مُحيّدة، من يضمن سلامتنا على الطرقات واثناء التنقل الى مراكز العمل؟ والجواب واحد: الله الحامي وسيدة لبنان التي تحتضن بذراعيها اهالي المنطقة من عليائها.

منزل نتنياهو

اما السابقة الثانية من نوعها ففي اسرائيل اذ استهدفت المقاومة لأول مرة في التاريخ عقر داررئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في قيسارية بمسيرة وصلت الى منزله من دون صفارات انذار ما استدعى اجراءات امنية مشددة. وأكد مسؤول في الحكومة الإسرائيلية، أن إيران حاولت اغتيال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بحسب ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ انفجارات دوّت في قيساريا وحيفا والكرمل بعد اختراق 3 مسيرات أطلقت من لبنان مناطق غليلوت وقيسارية والجليل الغربي وخليج حيفا.
وبعد ساعات على محاولة اغتياله ظهر نتنياهو في فيديو وهو يتمشّى في إحدى الحدائق مؤكدا “سنواصل حتى النهاية، ولا شيء قادر على ان يردعنا”. وقد أكّد مكتب نتنياهو أنّه لم يكن في المنزل وقت وقوع الهجوم ولم تقع إصابات.

هوكشتاين الى بيروت

سياسيا، بدت الحركة هادئة في الداخل، عشية انعقاد مؤتمر باريس في 24 الجاري ، ووصول المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين بيروت الأسبوع المقبل.

هوكشتاين كان استبق الزيارة يتصريح عكس الرغبة بتعديل القرار 1701 وفقا لما تريده اسرائيل ، وقال إنّ “الوقت حان لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤول عن هذه العملية ضمن مجلس النواب، وعلى الشعب اللبناني أن يقرّر ما إذا كان قائد الجيش هو المرشح الأنسب”، معتبراً أنّ تحقيق الأمانة والسلامة في كل لبنان وإقامة حكومة وانتخاب رئيس تعيده إلى درب الازدهار، ويجب أن يثق الشعب اللبناني بدولته والمطلوب تخطّي الفروقات السياسية والتلاقي حول المصير المشترك.

وأكّد على أنّ المسؤول عن سيادة لبنان هو الجيش اللبناني، لافتاً الى أنّ القرار 1701 نجح في إنهاء الحرب عام 2006، لكن لم يتمّ تطبيقه، وقال: “يجب تعديل القرار 1701، وهو الركيزة التي تضمن الأمن على الخط الازرق. ويجب علينا السير في طريق مختلف، حيث يمكن للبنان الحفاظ على أمنه ومسؤوليتنا دعمه. كما أنه علينا النظر الى كيفية وضع حدّ للنزاع في لبنان ولا يجب ربط الأمر بالنزاعات الاخرى”.

اضاف: “تاريخكم حافل بالصراع مع إسرائيل التي احتلت لبنان، وعليها مغادرته. وعلى الجيش اللبناني ضمان السلامة والامن في لبنان”.

بري

وردَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على الكلام الأميركي عن “القرار 1701 (+)” بالقول: “أنا شخصيا ما بعرف بالـ (+) وملتزمون بالقرار 1701 كما هو وهذا هو الموقف الرسمي الموحد للدولة اللبنانية”، مشيراً الى أنَّ “رئاسة الجمهورية ضرورية ولكن لا بد من وقف إطلاق النار”.
وفي حديث تلفزيوني، أكّد بري أنَّ “هوكشتاين طلب اليوم موعدا من عين التينة بعد أن دام انقطاع التواصل لوقت طويل”، مضيفاً “الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، سيحضر الى بيروت وتحدد يوم الاثنين موعدا للقائه”.
ورأى أنَّ “القرار 1701 “بلع الكل” وكان للقرار 1559 ظروفه المرتبطة بالحقبة السورية والميليشيات حينها ويشمل أيضا الانسحاب من الاراضي المحتلة وليس هناك اليوم سوى القرار 1701 فقط”.
وعلّق بري على مؤتمر باريس، مؤكدًا أنه “ضروري ويصب في مصلحة لبنان، وسيتناول المساعدات والحل السياسي”.

بوريل واليونيفيل

من جهته، رأى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه “ربما يتعيّن إعادة النظر في بعثة اليونيفيل، لكن وقف إطلاق النار هو الأولوية”. وأكد بوريل ان قوات اليونيفيل موجودة في لبنان بناء على تفويض من مجلس الامن لا من الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غويتريش.

السيسي لوضع حدّ للحرب

اقليميا، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وفدا من مجلس النواب الأميركي من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، برئاسة النائب “توم كول” رئيس لجنة المخصصات.وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن اللقاء ركز على الأوضاع الإقليمية، حيث حرص وفد الكونغرس على الاستماع إلى رؤية الرئيس حول كيفية استعادة السلم والأمن بالإقليم، وتجنب توسع دائرة الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية، حيث أوضح السيسي في هذا السياق ضرورة وضع حد للحرب الدائرة في غزة ولبنان، والمضي قدما بقوة في مسار وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل فوري وبكميات كبيرة، تكفي لإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وأشار الرئيس إلى الجهود المصرية القطرية الأميركية المشتركة على مدار الفترة الماضية، موضحا أن الأمر يتطلب إرادة سياسية من جميع الأطراف، وضغوطا مكثفة من المجتمع الدولي، لتحقيق تقدم ملموس يتيح استعادة الأمن وفتح الطريق للسلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.