النزوح السوري قنبلة موقوتة خطرها يتعدى الأمن إلى الوجود

28

يوسف فارس

الشرق –  تتصاعد المخاوف على جبهة الامن الداخلي بعد استشراء الفوضى واستسهال عمليات القتل والفلتان الذي يعم ارجاء البلاد اضافة الى تراكم المخاطر على حاضر الوطن ومستقبله خصوصا بعدما صار كل اللبنانيين مكشوفين بلا امن ولا امان. خوف وقلق يجتاحان كل الارجاء، اما الدولة ففي منتهى الهشاشة، يضعفها عجزها وشللها وتستبيحها عصابات من كل الانواع والاشكال. كل ذلك يضاف الى الخطر الاكبر المتمثل بالنازحين السوريين الذين يقدمون يوميا دلائل اضافية على انهم باتوا يشكلون عبوة ناسفة للمجتمع اللبناني، ليس من حيث كثافتهم والعبء الكبير الذي يلقون به على هذا البلد فحسب، بل من حيث تزايد معدلات الجريمة التي في غالبيتها يرتكبها سوريون اذ لم يعد جائزا الاختباء خلف الاصابع. فالاحتقان يتفاقم بشكل خطير في اماكن تواجد السوريين ويجب تدارك الامر قبل فوات الأوان، وثمة جرائم وصدامات وحوادث متفرقة تحصل في العديد من البلدات بين النازحين وابنائها. يوميا تحصل اعتداءات على لبنانيين. بعض البلديات قام بإجراءات احترازية في نطاقه الا انها غير كافية.  النائب السابق والعميد السابق وهبه قاطيشا يعتبر عبر «المركزية «ان الملف الأمني في لبنان بلغ من حيث تفلته خطورة كبيرة بحيث لم يعد السير آمنا على الطرقات العامة، اذ يتعرض كثيرون للنشل او التعدي والقتل بقصد السرقة كما حدث للشهيد باسكال سليمان. وقد زاد الوجود السوري في لبنان الامر تفاقما كما شهدنا الاسبوع الماضي، ولولا وعي القوات اللبنانية لكانت الامور ذهبت الى ما يهدد السلم الاهلي نتيجة الاشاعات التي عمل بعض اهل الفتنة على بثها. ويتابع: اتهمت القوات بالتعدي على مركز الحزب السوري القومي في جديتا وبيصور وتبين ان لا صحة لذلك. صحيح ان الاجهزة الامنية تعمل ما بوسعها لضبط الامن ولكن ضعف الدولة يحول دون ترسيخ الاستقرار ويسمح للكثيرين من المخلين بالأمن وأصحاب السوابق باستسهال التعدي على الاخرين. المفروض انزال اشد العقاب بالمخلين لا توقيفهم والتحقيق معهم وحبسهم بضعة أشهر ثم اطلاق سراحهم ليعودوا الى ارتكاب الجريمة ويفروا الى سوريا. ويخلص قاطيشا الى مطالبة الحكومة التي شمرت عن سواعدها اليوم بايجاد حل لقضية اللجوء السوري الى لبنان والتحرك على المستويين العربي والدولي والمحلي اولا لان معالجة هذا الملف بالمسكنات لم تعد تجدي بعدما بات يشكل خطرا امنيا وديموغرافيا ووجوديا على اللبنانيين كافة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.