موفد يحطّ وآخر يطير. ايران دائما حاضرة لا سيما في مشاريع اقتراحات التسوية ووقف النار التي تُنسف وتتبخر مع اقلاع طائرات موفدي الجمهورية الاسلامية من مطار بيروت الذي يبدو قادته الامنيون متشددين اكثر من اي يوم مضى وخصوصا لجهة كل ما له صلة بإيران. ليست زيارة كبير مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية علي لاريجاني الى لبنان في هذه اللحظة بالذات بريئة، واهدافها لا بدّ ستظهر مع تبيان مصير مشروع التسوية الجاري العمل عليه اميركيا بين لبنان والدولة العبرية.
حضر لاريجاني الى بيروت من دون مساعدات ولا دعم الا كلامياً، خلافا لنظرائه من المسؤولين العرب الذين يأتون مع طائرات مساعدات على انواعها تخطى بعضها الرقم 20، فيما يكتفي الضيف الايراني بتأكيد الوقوف إلى جانب لبنان حكومة وجيشاً ومقاومة، و»يلطفها» بدعم اي قرار تتخذه الحكومة واي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون.
السراي
إستهلّ لاريجاني زيارته الرسمية إلى بيروت، من السراي ، حيث اكد «ان ايران تدعم اي قرار تتخذه الحكومة ولا سيما القرار 1701، كما تدعم انتخاب اي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون».
وقال: نحن لا نسعى وراء نسف أي شيء بل نريد حل المشكلة وفي كل الظروف نحن نقف الى جانب لبنان والذي ينسف الاوضاع هو نتنياهو وانصاره واعوانه
المسودة لدى الحزب
في الغضون، أفادت مصادر مطلعة بأن «حزب الله تسلّم نسخة من مسودة مقترح لوقف إطلاق النار، التي نقلتها السفيرة الأميركية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري». وأوضحت أن «الحزب» سيقوم بدراسة النقاط المدرجة في المسودة، على أن يرفع قريبًا ملاحظاته إلى بري.
من جهة أخرى، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701. وأضافت أن «مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر». وتابعت: «وفق مشروع الاتفاق فإن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الجنوب مع اليونيفيل»، مضيفة أن «أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة». وقالت: «وفق مشروع الاتفاق سيتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام».
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الى أنّ إسرائيل تسعى بمساعدة من القوات الروسية بسوريا لمنع حزب الله من تجديد مخزون أسلحته بالتهريب. وأوضحت أنّ الخطوط العريضة لاقتراح التسوية تقضي بمنع الجيش اللبناني واليونيفيل حزب الله من العودة جنوبا. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امنيين اسرائيليين خشيتهم من أن يقود توسيع إسرائيل عمليتها في لبنان إلى حرب استنزاف.
غارات على الضاحية
في المقلب الميداني، تستمر المواجهات بين حزب الله وإسرائيل ومثلها الغارات على الضاحية الجنوبية في الليل كما في النهار مستهدفة ابنية بعد تحذيرات بالاخلاء. واستهدفت امس في شكل اساس مناطق الغبيري والحدث وحارة حريك وبرج البراجنة.
تقدم اسرائيلي
من جهة ثانية، أشارت المعطيات الاخيرة الى ان القوات الإسرائيلية تقدمت من بلدة مركبا نحو طلوسة للمرة الاولى. في حين يتواصل القصف والغارات على قرى الجنوب وصولا الى النبطية ما ادى الى استشهاد المواطنين فضل وحسن منصور وجواد الصبوري وحسين منصور. واستشهد لؤي الموسوي في النبطية الفوقا وكانت عائلته قضت بغارة إسرائيلية بداية العدوان. وليلا ارتكب الجيش الاسرائيلي مجزرة مروعة في بلدة عربصاليم في منطقة اقليم التفاح حصدت 6 ضحايا بينهم 5 مسعفين عندما استهدفت الطائرات الحربية المعادية مركزهم في الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية فدمرته، وقتل المواطن محمد حناوي وابنه المسعف مصطفى محمد حناوي، والمسعفون حسن علي عبود، احمد عباس عبود، احمد محمود عبود عباس احمد عبود.
وبقاعاً، إستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مبنى مؤلفا من طبقتين، في حي الشعب في مدينة بعلبك، فقضى ثمانية اشخاص، إلى جانب أكثر من 20 جريحا. كما اغار على مركز بعلبك الإقليمي للدفاع المدني في دورس، عند مدخل مدينة بعلبك، ما ادى إلى سقوط 12 ضحية.