الحرب مستمرة حتى تبدل الموازين والخروج من “الطائف” أكثر كلفة
يوسف فارس
ثمة اجماع في الاوساط السياسية والدبلوماسية على وجوب القلق من الوضع اللبناني ومستجداته ابان الاشهر المقبلة الفاصلة عن الانتخابات الاميركية. وتسلم الادارة الجديدة مهامها في مطلع العام المقبل، نتيجة حالة التوتر القائمة في المنطقة وعدم قدرة الادارة الاميركية الحالية على لجم اندفاعة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزرائه المتطرفين في الحكومة نحو التصعيد مع لبنان وربما الذهاب نحو حرب ولو محدودة، لا سيما مع عدم التوصل الى اتفاق حول الوضع في غزة من جهة وحملة التحشيد القائمة في تل ابيب على وجوب الخلاص من التهديد الذي يشكله حزب الله وسلاحه على اسرائيل حاضرا ومستقبلا . لذا فإن المرحلة المقبلة قد تشهد تطورات خطرة لا احد يعلم مداها وكم ستطول خاصة وان نتنياهو لا شيئ لديه ليخسره. فحين تنتهي الحرب سينتهي سياسيا معها ما لم يذهب الى السجن نتيجة الملفات المفتوحة في وجهه على المستويات المحلية الاسرائيلية والدولية – الاممية. اضافة ، لا احد يعلم متى يحصل رد ايران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية على ارضها. وكيف سيكون وكم سيستمر وما سيعقبه، مع ان رد حزب الله على اغتيال قائده فؤاد شكر تم استيعابه مع ما سمي انذاك بالضربة الاسرئيلية الاستباقية.
النائب السابق فارس سعيد يعتبر عبر “المركزية” ان الحرب قد تدوم لسنوات وليس لاشهر او حتى الانتخابات الاميركية وما بعدها، بل هي مستمرة حتى تبدل موازين القوى في المنطقة. بالنسبة الى لبنان سواء انتصرت اسرائيل او حماس فهو يتجه لا شك نحو مرحلة انتقالية خلافا لكل الطروحات الحالية المتجاوزة للدستور، سواء تلك المطروحة من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري الداعية الى حوار او تشاور حول شخص الرئيس المقبل ثم الذهاب الى جلسة انتخابية بدورات مفتوحة حتى فوز احدهم، او تلك المطروحة من قبل المعارضة الرامية الى نقاش على هامش الجلسات الانتخابية، وحتى من قبل القوات اللبنانية القائلة بانتخاب رئيس اولا ثم البحث في الاصلاحات والتعديلات الواجبة للنظام. المطلوب العودة الى الدستور القائل بتحول المجلس الى هيئة انتخابية بانعقاد دائم حتى انتخاب الرئيس العتيد للبلاد. اما التلاعب بالصيغة وتعديلها بما يرضي فئة مستقوية اليوم فقد يأتي يوم تتبدل فيه موازين القوى لصالح مكون سياسي او طائفي اخر ونضطر مجددا الى المس به مجددا. لقد دفع لبنان الاف الشهداء عدا عن الدمار والخراب والتهجير الى ان انتهىينا الى هذا التوافق المجسد بالدستور المنظم للعلاقات بين اللبنانيين. الخروج من الطائف قد يكلفنا اكثر بكثير مما دفعنا للوصول اليه. التمسك به ضروري كونه لا يزال الصيغة الفريدة والصالحة للبنان وعيش ابنائه على اختلاف معتقداتهم السياسية والدينية.