الحرب بين إسرائيل وحماس أخفت حل الدولتين بشكل أقرب للمستحيل

36

بقلم توماس فريدمان

«نيويورك تايمز»

قال الكاتب الأميركي المُخضرم، توماس فريدمان، إن “الحرب المريرة التى أتمت، الاثنين، عامها الأول، بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية قد تكون أخفت آمال حل الدولتين، وجعلتها أقرب للمستحيل”.

وأضاف فريدمان، فى مقال له نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن “أيًا من الطرفين لم يحقق، حتى بعد مرور عام على الصراع ، فوزًا واضحًا، أو يروى حتى قصة معاناته بشكل منصف فى مسار حرب أصبحت الأولى فى تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية بلا مسمى ولا منتصر واضح.. إننا نستطيع أن نتعاطف مع الفلسطينيين المحرومين من الجنسية والعرب في الضفة الغربية الذين يعيشون تحت وطأة المستوطنات والقيود الإسرائيلية، ولكن فى رأيى لا يوجد شئ يمكن أن يبرر ما فعلته حماس فى السابع من أكتوبر الماضى من قتل وتشويه وخطف وإساءة معاملة أي إسرائيلي يمكنهم وضع أيديهم عليه دون أي هدف أو قصة، بخلاف تدمير الدولة اليهودية”، على حد قوله.

وأكد فريدمان أن الحكومة الإسرائيلية الراهنة لم ترو أى قصة نظيفة لها في غزة أيضًا، حتى أنها شنت حربًا أصبحت الآن أبشع الحروب الإسرائيلية الفلسطينية منذ عام 1947.. وعلى هذا، وكما زعمت منذ البداية، كان من الواجب على إسرائيل أن توضح أن هذه ليست مجرد حرب للدفاع عن نفسها، بل وأيضًا لتدمير حماس من أجل نشوء شيء أفضل، ألا وهو الحل الوحيد العادل والمستقر الممكن المتمثل في حل الدولتين لشعبين.

وقال إن “حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفضت بشدة القيام بذلك، لدرجة أنها بعد مرور عام لم تخبر شعبها أو جيشها أو مورد الأسلحة الأميركي بما تريد أن تبنيه في غزة بدلاً من حماس بخلاف “النصر الكامل” ومع استمرار إسرائيل في قصف المدارس لقتل عدد قليل من مقاتلى حماس المختبئين داخلها، فضلًا عن فشلها في صياغة أى مستقبل لسكان غزة بخلاف الحرب الدائمة، بدا الأمر وكأن قتل آخر (حماسي) هو الهدف بغض النظر عن عدد المدنيين الذين يموتون.. إن هذه حرب أبدية من شأنها أن تقوض مصداقية إسرائيل وأمريكا”.

ورأى فريدمان أن “الافتقار إلى قصة جيدة يضر بإسرائيل بطرق أخرى، إذ يُطلب من الإسرائيليين إرسال أبنائهم وبناتهم للقتال كل يوم ضد أعداء (حماس) و(حزب الله)، ومع ذلك لا يمكنهم التأكد مما إذا كانوا سيذهبون إلى الحرب لإنقاذ إسرائيل أم الحياة السياسية لرئيس وزرائهم، خاصة أن هناك أكثر من سبب كافٍ للاعتقاد بأن نتنياهو يريد استمرار هذه الحرب لتأجيل الإدلاء بشهادته المنتظرة في محاكمته بتهمة الفساد وتأجيل لجنة تحقيق مستقلة حول كيفية فشل حكومته في منع أسوأ هجوم على اليهود منذ (الهولوكوست)، فضلاً عن منع الانتخابات الإسرائيلية الجديدة وربما حتى ترجيح كفة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح دونالد ترامب!”.

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن “ شركاء نتنياهو من اليهود المتطرفين في اليمين المتطرف أخبروه أنهم سوف يسقطون حكومته إذا وافق على وقف الحرب في غزة قبل تحقيق “انتصار كامل” غير محدد على حماس وإذا حاول إحضار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، التي تبنت عملية السلام في أوسلو، للمساعدة في حكم غزة بدلاً من حماس، وهو الأمر الذي تخشاه حماس بشدة”.

وأوضح أن غياب القصة يضر بإسرائيل استراتيجيًا، فكلما كان لإسرائيل شريك فلسطيني شرعي، مثل السلطة الفلسطينية (بعد إصلاحها)، كلما كانت فرصتها في الخروج من غزة وعدم ترؤس (تمرد) دائم هناك أفضل، وكلما زاد عدد الحلفاء الراغبين في المساعدة في إنشاء قوة دولية لملء أي فراغ في جنوب لبنان، كلما زاد فهم أسباب أي ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران”، كما يقول فريدمان.

توماس فريدمان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.