الحاضر فينا أبد الدهر
بقلم د. طلال حاطوم
أنتم يا أخوتي الثوار كموج البحر…
صرخة ملأت برية الوطن الجريح
مدّت الشمس قرصها تسأل، وقد أضناها طول السفر
ماذا وراء حديث الموج من خبر؟
أدرك الغيم سر البوح
فلملم الندى سحابة قبل الغياب بدهر
حملت نسمة صدى عطره
لتغفو على خد الفجر
فكره ايمان، وصوته يرد المدى
ونهجه به الكون ينتشر:
هو موسى الصدر
*
هي لحظة توقف فيها الزمن،
وانهت الشمس دورانها،
غُيّب البدر المنير
وازدادت حلكة النهار.
يعجز المداد عن خط حروف التاريخ المرصود لاسمه
والوقت غير مدرك لساعته،
(الامام) اكبر من قيد السجان
وارحب فضاءاً من الزنزانة.
هي ذكرى الوجع والقهر وطول الغياب
هو آب الذي ادمت سياطه ظهورنا
هو الموعد الذي لا يملك حزننا ان يتخلف عنه
لأنه الحاضر فينا أبد الدهر.
*
نشتاق ان نحلم
ان نفرح،
لكن حتى فرحنا، حين يكون، يكون حزيناً
يداهمنا طيفه بالأمل، كأنه ضوء منكسر على الماء
الإمام الصدر أسرّ لنا بما لا يقوله لنا
كان يحدثنا عن اقتراب لحظة نهاية خريف الأشياء،
عن مواعيد لشتاء قادم يحمل الخير العميم.
كان يدهشنا، يرسم عالماً مضيئاً بألوانه في الهواء
تبعناه بلا سؤال باتجاه الحياة،
كان يرى ابعد من عيوننا، ليكتشف الإنسان الكامن فينا
دخل في أحلامنا وايقظ فينا العنفوان،
كتب مواسم ربيع لفصولنا المزدهرة بالقمح،
واخبرنا ان شتلة التبغ أسطورة
سوف توقظ المارد وتخرجه من القمقم.
كان يعرفنا، وجوهنا والاسماء
وكنا نسعى لنتعرف عليه،
وكلما عرفنا بعض تفاصيله كنا نريد ان نعرف اكثر.
مهنية برج الشمالي كانت مصنعه للرجال الرجال
الممتلئين عزة كحبوب الحنطة لحظة الحصاد.
نخط على دفاتر ايامنا صفحات اقواله
نقرأها في كل صباح مرسوم على لوح الزمن:
اسرائيل شر مطلق،
قاتلوا العدو باسنانكم،
كونوا موج البحر الذي لا يهدأ،
رسّخوا الوحدة الوطنية،
واحفظوا الطوائف والتنوع.
عرفناه وصدقناه وآمنا بكلماته،
في لحظة ذلك الانفجار، في عين البنية
كانت الثورة والمقاومة تهمة تختبئ في مساكب النعناع وتحت الصخر
لكنه ارادنا الفوج المعاصر لثورة الامام الحسين في مواجهة الظلم والقهر.
*
سيدي سماحة الامام
ها نحن نتوضأ بأقوالك
ونصلي في محراب ايمانك
ونتفيأ ظل عباءتك
ونسير في هدي حامل امانتك الأمين المؤتمن على الخط والنهج
رافعين راية (أمل)
مرددين: حيا على خير العمل.
نحن يا سيدي الامام على العهد وعلى الوعد
نبقى على حزن الانتظار
نبقى على فرح العودة
وتبقى حركتك (أمل) تحمل رايتها اسمك تحت ظل النبيه الامين.
ويبقى الوطن كل الوطن، يصوب اتجاهاته على دقة بوصلة خطك وصوابية نهجك وصحة رؤيتك اليه،
وتماماً كما اردته:
وطناً نهائياً لجميع ابنائه، نعزز فيه عوامل المنعة ونصون عيشه المشترك ونفتخر بغناه بطوائفه، نحفظه بالوحدة الوطنية ونزود عنه بالاحمر القاني….
د. طلال حاطوم