اما وقد مدد مجلس الامن الدولي لقوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان لمدة عام بناء على رغبة الحكومة اللبنانية وتجاوباً مع الحاحها بعد محاولات بذلتها اسرائيل لاقتصار التمديد على ستة أشهر، فإن الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب تنفسا الصعداء وتجاوزا قطوعاً ، في انتظار ترجمة وعودهما للمجتمع الدولي بتطبيق القرار 1701، ليتفرغا مجددا الى متابعة يوميات حرب جبهة الجنوب التي لم يبدّل التمديد قيد أنملة في مشهدها الميداني الملتهب. في حين برز مؤشر رئاسي من النافذة المصرية مع اعلان سفير جمهورية مصر العربية في لبنان علاء موسى من دار الفتوى ان الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التحرك الإيجابي في الملف الرئاسي، داعيا «الأطراف اللبنانية الى التجاوب مع هذا المسعى لأن الامر بات ملحاً وعسى الفترة المقبلة نجد سبيلا لإعادة الحوار مرة أخرى والبحث في التفاصيل وصولا لشيء ملموس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية». وحديث سفير مصر لاقاه اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي باشارته الى مساع حثيثة لانتخاب رئيس للبنان، بعدما عرض الملف منذ يومين سفير فرنسا لدى لبنان ايرفيه ماغرو مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
قصف وغارات
في الميدان الجنوبي، استهدفت غارة اسرائيلية بعد الظهر منطقة كسارة العروش في مرتفعات جبل الريحان. ايضا، اعلن الجيش الإسرائيلي انه نفّذ غارات على مبانٍ عسكرية لحزب الله في كفركلا وقصف بالمدفعية مواقع في يارين. وكان الطيران الحربي الاسرائيلي استهدف عند الساعة الخامسة والنصف فجر امس ، بلدة كفركلا بأربع غارات. و تسببت الغارات الإسرائيلية العنيفة هذه بهدم وتدمير عدد كبير من المنازل والمحال وقضت على حي بأكمله قبالة الجدار الفاصل، من دون تسجيل إصابات بشرية. وعملت عناصر من الهيئة الصحية الاسلامية على فتح الطرقات التي قطعت بسبب تراكم الانقاض. وامس، استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف بلدة الوزاني. كما طال قصف مدفعي اسرائيلي اطراف الجبين ويارين وعيتا الشعب وحلّق الطيران الاسرائيلي في اجواء القطاعين الغربي والاوسط من الجنوب، كما خرق جدار الصوت فوق مختلف المناطق اللبنانية. واطلقت المدفعية الاسرائيلية قذائف على اطراف بلدة دير ميماس قرب بئر المياه تسببت باضرار في ألواح الطاقة الشمسية.
في المقابل، اعلن حزب الله «اننا نفذنا هجوماً بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة».
الخارجية تشكر
على اي حال وغداة التجديد للقوات الدولية، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، سفيرة سويسرا لدى لبنان ماريون ويشلت، وتناول البحث الأوضاع في جنوب لبنان والمنطقة. وشكر الوزير سويسرا على موقفها الداعم للبنان في مجلس الأمن، حيث تشغل منصب عضو غير دائم، وتصويتها لصالح قرار التمديد لليونيفيل لسنة أخرى، والذي صدر بالاجماع عن المجلس.
قيومجيان
و رأى رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان أنّ الأولوية اليوم صارت لاحتواء الحرب وعدم تمددها وبين الحرب والانتخابات الأولوية عند الدول هي لوقف الحرب. واردف: العدوان مستمر لـ11 شهرًا، دُمرت غزة وقتل أهلها وشرّد أطفالها، فماذا ينتظر الحزب، اذا كان فعلا يساند غزة فليطلعنا كيف دعمها وساندها وكيف يتبلور اسناد غزة بتدمير قرى الجنوب واغتيال قادة حزب الله. وشدد على أنّ هناك تلكؤاً إيرانيا لا يريد التدخل مباشرة يحارب بأرواح اللبنانيين والفلسطينيين. عن انتصارات حزب الله قال انها وهمية ولا يعتقدنّ أحد ان بامكانه ان يأخذ ثمنا على حساب لبنان واللبنانيين فلبنان ليس ارضا سائبة ليسلموا امره لإيران. وتابع أنّ الطريق الى القدس «تجليطة» فكفى شعارات مزيفة ومسيئة للذكاء البشري.
حوار؟
على الضفة الرئاسية، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى سفير جمهورية مصر العربية في لبنان علاء موسى، الذي قال بعد اللقاء «تشرفت بلقاء سماحته واطلعته على ما يحدث في غزة وتأثيره على لبنان وتحدثنا فيما يخص جبهة جنوب لبنان، وتناولنا أهمية إعادة الزخم مرة أخرى للملف الرئاسي، واتفقنا على أهمية هذا الملف، وانه بحاجة للتعامل معه بسرعة لأن التحديات المقبلة كبيرة للبنان ولكل المنطقة أيضاً، وبالتالي من الأولى أن يتعامل لبنان مع ملفاته الداخلية لكي تؤهله لمواجهة هذه التحديات». أضاف «اتفقنا على ان الفترة المقبلة سيتم إعادة الزخم فيما يخص الملف الرئاسي وإن كنا نحن كخماسية أو حتى أعضاء الخماسية يولون أهمية كبيرة لهذا الملف، وطبعاً ما حدث في المنطقة وجبهة الجنوب طغيا على هذه الأمور، لكن هذا لا يعني أن هذه الأمور على أهميتها لا نبحث فيها، وإن شاء الله الفترة المقبلة تشهد المزيد من التحرك الإيجابي في هذا الملف»، داعيا» الأطراف اللبنانية الى التجاوب مع هذا المسعى»، وقال:»الامر بات ملحاً لإحداث شيء ملموس في هذا الملف، وعسى الفترة المقبلة نجد سبيلا لإعادة الحوار مرة أخرى حول هذا الملف، والبحث في التفاصيل وصولا لشيء ملموس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية».
مساع رئاسية
وفي السياق، وخلال زيارة رعوية لمنطقة دير الاحمر قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «يوماً ما ستنتهي الحرب، وسيكون لدينا رئيس للجمهورية وتستقر الأمور، وهناك مساع حثيثة لانتخاب رئيس للبنان، ورجاؤنا كبير بأن تعود الحياة الطبيعية إلى لبنان، وتنتهي الحرب، وتنتهي المأساة التي نعيشها». وتابع: «أنتم في دير الأحمر عشتم مشاكل وظروفا صعبة، وبعد ذلك عاشت دير الأحمر بفضل سيدة البرج التي صانت هذه البلدة، ورجاؤنا لا يتزحزح أبداً لا بالمسيح القائم من الموت، ولا بسيدة لبنان وبطوباويينا، وسنبقى ننظر إلى الأمام بالرغم من الإمكانيات الضعيفة».