الاحتلال الإسرائيلي: تم قتل يحيى السنوار خلال اشتباك حصل بالصدفة

26

قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، إن الجيش تمكن من قتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار في قطاع غزة، خلال اشتباك.وأضافت أن الاشتباك مع السنوار وقع بتل السلطان برفح جنوبي قطاع غزة وكان يرتدي جعبة عسكرية ومعه قيادي ميداني آخر.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية صورا لما قالت إنها تظهر جثة السنوار، وذكرت  إن عملية قتله تمت بمحض الصدفة دون توفر معلومات استخباراتية سابقة، وذلك خلال استهداف الجيش لمبنى كان يتواجد فيه السنوار ومقاتلون آخرون.

وفي وقت سابق أكد جيش الاحتلال أنه “يفحص احتمالية مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار في عملية بقطاع غزة”.

وذكر الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك” في بيان: “خلال نشاط للجيش في قطاع غزة تم القضاء على ثلاثة فلسطينيين”.

وأضاف: “يفحص كل من الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك الاحتمال بأن أحد المخربين (حسب وصفه) الذين قضي عليهم هو يحيي السنوار“.

وتابع: “في هذه المرحلة لا يمكن التأكد نهائيًا من هوية الأشخاص”.

وأوضح الجيش أنه “في المبنى الذي قضي داخله على المسلحين لا توجد مؤشرات عن وجود مختطفين في المنطقة. حيث تواصل قوات الجيش والشاباك العمل في الميدان تحت إجراءات الحذر المطلوبة”.

ولم يحدد الجيش الإسرائيلي في بيانه المنطقة التي جرت فيها العملية ولا زمنها.

وقال مصدر أمني إسرائيلي لاحقا إن الجيش يجري اختبارات الحمض النووي على جثة أحد المسلحين للتأكد إن كانت عائدة لزعيم حركة حماس يحيى السنوار. وللعلم فإن السنوار كان أسيرا لدى الاحتلال ولديه تقارير طبية له بما فيها نتائج فحص الحمض النووي الخاصة به.

 

وأعلن مسؤول أميركي ان الجيش الاسرائيلي مندهش اكثر منا، والعملية لم تكن محصورة لاستهداف السنوار، لا نعلم اذا كان مقتله قد يسرّع وقف اطلاق النار او ان الصراع بين اسرائيل وحزب الله يعقد اي فرصة محتملة لإنهاء الحرب.

اما زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد فدعا الى اغتنام الفرصة للتحرك بشكل حاسم في ما يتعلق باتفاق شامل يضمنه تأمين ممر آمن ومكافآت لم يجلب لنا الرهائن، وفي هذا الاتجاه ذهب اهالي الاسرى الاسرائيليين.

 

محطات بارزة في حياة “مهندس” طوفان الأقصى

 

حين وافقت على تحرير يحيى السنوار ضمن صفقة أسرى في العام 2011، لم تكن تتوقع أن الرجل سيذيقها الأمرين بعد ذلك بـ12 عاما، وحين اغتالت قائد المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، لم تكن تتوقع أن صلاحيات الرجل ستعود إلى من تصفه بأخطر عدو لها في المنطقة (السنوار).

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو هو من وافق على قرار الصفقة التي خرج بموجبها السنوار من السجن، وخلال السنوات اللاحقة وإثر اضطلاع السنوار بمسؤوليات قيادية وأدوار بارزة في قيادة حماس، كان نتنياهو يكاد يتميّز من الغيظ، ومع اندلاع طوفان الأقصى تحول الأمر بالنسبة له إلى ثأر شخصي للانتقام من الرجل الذي أصاب إسرائيل في الصميم، سلما وحربا.

أبصر السنوار نور الحياة يوم السابع من تشرين الأول 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، وهو المخيم الذي ينتمي لمدينة عرفت بدورها البطولي في مقاومة الاحتلال البريطاني ثم الاحتلال الإسرائيلي.

تلقى السنوار تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في شعبة الدراسات العربية (التواصل الإجتماعي)

أسس مع خالد الهندي وروحي مشتهى -بتكليف من مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين– عام 1986 جهازا أمنيا أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة ويعرف باسم “مجد” (الأوروبية)

أمضى السنوار نحو 23 ربيعا من حياته في السجون الإسرائيلية، وتلقى أحكاما بـ4 مؤبدات، قبل أن تفرض كتائب القسام الإفراج عنه بصفقة أسرى في عام 2011.

فقد اعتقل لأول مرة في العام 1982، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى في 20 كانون الثاني 1988، وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما).

استثمر يحيى السنوار فترة السجن التي استمرت 23 عاما في القراءة والتعلم والتأليف، تعلم خلالها اللغة العبرية وغاص في فهم العقلية الإسرائيلية، وألف عددا من الكتب والترجمات في المجالات السياسية والأمنية والأدبية، ومن أبرز مؤلفاته: رواية بعنوان “شوك القرنفل” صدرت عام 2004 وتحكي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى.

 

أطلق سراح يحيى السنوار عام 2011، وكان واحدا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن ما سمي صفقة “وفاء الأحرار”.

بعد الخروج من السجن انتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس سنة 2012 (الأوروبية).

انتخب يوم 13 شباط 2017 رئيسا للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية (التواصل الاجتماعي).

تعرض منزله للقصف عدة مرات إذ دمرته قوات الاحتلال بالكامل عام 2012 وقصف في عامي 2014 و2021 (مواقع التواصل).

مع انطلاق عملية طوفان الأقصى أصبح يحيى السنوار المطلوب الأول لدى إسرائيل، إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام.

بعد اغتيال هنية بأسبوع أعلنت حماس اختياره بالإجماع رئيسا لمكتبها السياسي.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.