استنفار سياسي في مواجهة تداعيات المجزرة الإسرائيلية في مجدل شمس

استنفار سياسي في مواجهة تداعيات المجزرة الإسرائيلية في مجدل شمس

17

الشرق – اكتسب الوضع الناشئ عن المجزرة الاسرائيلية بحق المدنيين في مجدل شمس طابعاً بالغ الخطورة إلى حدود محاولة الحكومة اللبنانية استدراك اشتعال الحرب، فأصدرت بياناً أعلنت فيه «إدانتها كل اعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين ودعوتها الى الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات». وشدّدت على أنّ «استهداف المدنيين يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية». بري وتابع رئيس مجلس النواب نبيه بري «تابع تطورات الأوضاع الميدانية في الجنوب ولهذه الغاية تلقى اتّصالاً من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت أكد خلاله رئيس المجلس أنّ لبنان الذي تتعرض قراه الجنوبية لاسيما الحدودية منها منذ ما يزيد عن ٩ اشهر لعدوان اسرائيلي متواصل لم توفر فيه الآلة العسكرية الإسرائيلية بأسلحتها المحرمة دولياً (الفوسفور الابيض) المدنيين والمساحات الزراعية والطواقم الإسعافية والإعلاميين، وبالرغم من هذه الإنتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701 إلا أن لبنان ومقاومته ملتزمون بهذا القرار وبقواعد الإشتباك بعدم استهداف المدنيين ، وما نفي المقاومة لما جرى اليوم في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يؤكد بشكل قاطع هذا الإلتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عن ما حصل. جنبلاط كما أصدر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بياناً أعلن فيه أنه «أمام الواقعة المصاب التي طالت بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، فإنه لا بد ممّا يلي: أولاً: تقديم خالص التعازي والمواساة بالضحايا الشهداء الذين قضوا لعائلاتهم وعموم أبناء الجولان السوري المحتل. ثانياً: إنّ استهداف المدنيين أمرٌ مرفوض ومدان، أكان في فلسطين المحتلة أو الجولان المحتل، أو في جنوب لبنان، وتاريخ وحاضر العدو الإسرائيلي مليء بالمجازر التي ارتكبها ويرتكبها ضد المدنيين دون هوادة، والدعوة الى الجميع في لبنان وفي فلسطين والجولان من أي انزلاق أو تحريضِ في سياق مشروع العدو التدميري، إذ يبقى المطلوب عدم توسع الحرب ووقف فوري للعدوان ولإطلاق النار. ثالثاً: في ضوء بيان حزب الله الذي ينفي علاقة المقاومة الإسلامية بما حصل في مجدل شمس، فإننا نشدد التحذير والتنبيه ممّا يعمل عليه العدو الإسرائيلي منذ زمنٍ بعيد لإشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوّناتها، وقد أسقطنا هذا المشروع في السابق، وإذ يطل برأسه من جديد فنحن له بالمرصاد إلى جانب المقاومة وكل المقاومين الذين يواجهون الإجرام والاحتلال الإسرائيلي». واعلن ليلا ان جنبلاط تلقى اتصالاً هاتفياً من الموفد الأميركي الى منطقة الشرق الأوسط آموس هوكشتاين الذي أعرب عن قلقه من تطورات الوضع على جبهة جنوب لبنان في ضوء حادث مجدل شمس.
كما تلقى جنبلاط اتصالاً من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، الذي قدّم له التعازي بشهداء بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل.
ارسلان
وأكّد رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان أنّ «ما حدث ما هو إلا محاولة خسيسة فاشلة لسلخ الجولان العربي السوري عن طبيعته الجغرافية وامتداداته العائلية وهو الذي كان وما يزال يرفض التواطؤ على هويته السورية العربية».
وقال في بيان: «إن الجولان لن يقع في فخ مشروع إسرائيل للتظاهر بحماية الأقليات التي لا تبتغي منه إلا تفتيت المنطقة إلى دويلات تحمي حدوده المزورة»، كما إننا نعتبر ان محاولات إسرائيل المتكررة للتلطي خلف المدنيين للخروج من مأزقها المدان لدى كل شعوب العالم الحر لن يمر وسيرفضه الجولان بشبابه وشيبه حتى التحرير الكامل، كما سنرفضه نحن دائما وأبداً وهذا تاريخنا الذي تعودناه ولسوف نعتنقه نهجاً شريفاً طالما حيينا».
ابي المنى
وأجرى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب إتصالات، بكل من شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى و جنبلاط ورإرسلان ،مقدرا ومحييا مواقفهم الشجاعة والوطنية تجاه مجزرة مجدل شمس. وقال العلامة الخطيب إن هذه المواقف تعبر عن وعي وفهم عميقين لما يحيكه العدو الإسرائيلي من دسائس ومؤامرات لإشعال الفتنة ،وخلق الذرائع لتوسيع عدوانه على لبنان واللبنانيين. وكان ابي المنى استنكر بأشد العبارات «الهجوم الإرهابي على مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة»، ودان في بيان «قتل الأطفال والأبرياء، أكانوا من أبنائنا الموحدين المعروفيين الدروز أم من إخوانهم الفلسطينيين»، داعيا «أصحاب القرار دولا وقيادات وتنظيمات» إلى «التوصل السريع لوقف نهائي للحرب والاعتداءات الإرهاببة والأعمال الإجرامية». وأضاف الشيخ أبي المنى: «إننا إذ نتقدم بالتعازي من عائلات الضحايا راجين أن يعينهم الله على تحمل المصاب بالصبر والرضا والتسليم، فإننا نحيي إخواننا في مجدل شمس والجولان، لما نعرفه عنهم من أصالة انتماء وتمسك بالهوية الوطنية العربية، إضافة إلى تمسكهم بالهوية الروحية التوحيدية، وندعو أهل العقل والحكمة والرجولة، إلى تدارك الأمور بوعي وعقلانية وثبات موقف ووحدة كلمة».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.