أيها اللبنانيون… هذه هي المقاصد!!
كتب عوني الكعكي:
كم شعرت بالفخر والاعتزاز، وأنا أشاهد حفل تخريج المقاصد في ثانوية خالد بن الوليد.. وتساءلت: أهذه هي المقاصد حقاً… كيف صارت وكيف تحوّلت؟ ما جعلني أهتف من أعماقي.
أيها اللبنانيون… أيها المقاصديون… هذي مقاصدنا في عهد رئيسها الدكتور فيصل سنو ومجلس أمنائه المحترمين. فهنيئاً لكم بها… لقد “كبر” قلبي بالفعل..
المقاصد دين ودنيا… ولبنان رغم كل الظروف الأمنية والاجتماعية، لا يزال في مقدمة الدول العربية علمياً، بفضل مدارس الارساليات الفرنسية والانجيلية والجامعة الاميركية وغيرها، وما يبهج النفس ان مدارس المقاصد وجامعتها احتلت مرتبة عليا بين هذه المدارس والجامعات، رغم ان أقساطها مقبولة جداً مقارنة بأقساط مثيلاتها.
ظاهرة أخرى لفتتني.. هي نسبة النجاح في الامتحانات الرسمية، فهي نسب ممتازة. ليس هذا فحسب بل ان نجاح طلابها الكامل في هذه الامتحانات يتعدّى الى تقديرات هؤلاء الفائزين من ممتاز الى جيد جداً الى جيد.
وما أسعدني أكثر سماعي كلمات الطلاب: يارا حليق بالفرنسية، وتيا قصاب بالانكليزية وغيث قرنفل بالعربية. لقد باتت المقاصد تقارع نظيراتها حتى باللغات الاجنبية.
أعود الى حفل التخرّج وأتوقف ملياً عند كلمة رئيس الجمعية الدكتور فيصل سنو:
تحتفلُ المقاصدُ اليوم بانتهاءِ السنةِ المدرسيّة وتقدّمُ للمجتمع أجمل ما عندها، باقةً مقاصديّةً مباركةً، من شابات وشباب المقاصد، وقد ترعرعوا في أحضانِ جمعيتِهم ، التي لم تخذلْهم أو تتخلى عن أيّ وسيلةٍ ترفعُ من مستوى الأداءِ في جميعِ مرافقِها.
ان المقاصد اليوم هي كما عهِدتُموها في الطليعة، فقد استفادت من التحديث المستمر في إداراتِها، وفي مرافقِها التربويّةِ والمدرسيّةِ والصحيّةِ والاجتماعية، وأدخلتْ فيها جميعَ الوسائلِ المتاحة لمواكبةِ العصر والتطور وهي اليومَ في الطريق لتكون مع طليعة المؤسسات التربوية على مستوى الوطن وتطمح للمزيد.
هنا لا بد ان اشيد بالجهودِ الكبيرةِ التي بذلَها مدراءُ المدارسِ ومسؤولو الحلقاتِ والأساتذةُ والإداريون ، فأنا على يقينٍ بأنَّ همَّهم الوحيدَ كانَ وما يزال تميّزُ المقاصدِ في كلِّ الميادين، كما ان الامتيازاتُ والجوائزُ التي حصلتْ عليها مدارسُنا أكاديمياً وتقنياً ورياضياً وعلمياً وفنياً كثيرةٌ ومشرّفةٌ والحمد لله.
هو يوم يفرح فيه التلميذ المتخرج بأن العبء المدرسي قد أصبح خلفه، ويفرح به الأهل لأن المرحلة الدراسية الأولى قد أتمها ولدهم بنجاح وها هم أمامكم فلذات أكبادكم، يومهم عيد ومستقبلهم واعد بإذن الله، لكن لا بد من حسرة صغيرة ، فهو أيضاً يوم يفارقون بعضهم بعضاً بعد صداقة وعشرة وأخوة لأكثر من عقد للبعض. فاليوم تكتب المقاصد سطراً جديداً في تاريخِها المجيدِ هذا، بفضل الله أولاً والأسرة المقاصديةِ العاملةِ في جميعِ مرافقِ الجمعية.
ان الجهد الذي بذله الطلبة والأهل بمساعدة الهيئة التعليمية جعلهم في مكان ترغب بهم كل جامعات الصف الأول في لبنان والخارج. أنتم مميزون بعلمكم وثقافتكم الدينية التي اكتسبتموها خلال سنوات دراستكم. وهي بدون شك تؤهلكم لإكتساب الثقة لأي جامعة او معهد تنتمون اليه في المستقبل.
أما الدكتورة غنى بدوي حافظ فقالت: المقاصد منفتحة على الجميع، المقاصد اليوم تعطي الدورات التدريبية بالشراكة مع جامعتي هارفرد وكامبريدح، للمقاصديين والمؤسسات الاخرى. المقاصد اليوم معتمدة دوليا لجودة التعليم فيها من كوجنيا وتساعد المؤسسات التي ترغب بالاعتماد، والمقاصد اليوم تصيغ المناهج الجديدة مع شركاء التربية في الوطن ، ومميزة تكنولوجيا بتصنيف شركة مايكروسوفت ومتجهة لتعليم البرمجة ضمن مناهجها، هي في طريقها الى البكالوريا الفرنسية بسواعد فريق عمل ليسيه المقاصد – خديجة الكبرى. الاعتماد الفرنسي CELF و CELFA في مدارس عرسال وعكار العتيقة وخالد بن الوليد وأبي بكر الصديق . المقاصد اليوم جزء لا يتجزأ من اتحاد المؤسسات التربوية ورفيق دائم للامانة العامة للمدارس الكاثوليكية، وكبرى الجامعات.
المقاصد اليوم أول جمعية، وقد تكون الوحيدة، التي أصدرت كتب تربية اسلامية لتلامذة الصعوبات التعلمية، وتخرج سنويا ما يقارب 400 تلميذ في شهادة حسن تلاوة القرآن الكريم.
لا يوجد غرباء في رحاب المقاصد، الكل مرحب به، فعندما نتكلم عنها، نحن لا نتكلم عن فكرة متعالية، وغائمة، أو عن حكاية لا تجدها إلا في كتب الأساطير، بل نحكي عن تجربة جمعية، تقاوم كي يكون لبيروت نهضة جديدة، تكتبها بنجاحاتها. لهذه الدفعة، لهن ولهم، يليق التكريم، وبهم وبهن، ترسم المقاصد أفقًا جديدًا يعزز مكانتها. هذه هي روح المقاصد، التي ستبقى كما كانت وستكون، فالمقاصد، كما بيروت، من ذهبٍ وتعبٍ. نحن هنا نحتفل بكم ومعكم بانجازاتكم:
نحتفل بمن تخطى منكم 350 ساعة من التطوع والخدمة المجتمعية والكشاف نحتفل بـ 34% منكم ممن حصلوا على منح جامعية في ارقى الجامعات نحتفل بـ هلا صياني التي حصلت على 100% في LAU في إختصاص الهندسة الصناعية وسعيد القيسي الذي حصل أيضاً على منحة 100% من الـ AUB في اختصاص علوم الاحياء.
نحتفل بـ يارا عيتاني وليا قصاب وخليل دندشلي لحصولهم على براءات اختراع في مشاريع علمية مختلفة نحتفل بـ ريان الرفاعي وابتسام فيومي لفوزهما بمباريات حفظ القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة.
نحتفل بعلي الزين لحصوله على جائزة الابتكار التكنولوجي على مستوى جميع المدارس في لبنان في اكاديمية الذكاء الاصطناعي في الجامعة الاميركية في بيروت نحتفل بـ نينا مرزي لفوزها في تحدي القراءة العربية وتمثيل لبنان بالحفل الختامي في دبي.
نحتفل بالحسين قنواتي لفوزه في مباراة Adobe Photoshop الوطنية.وتمثيله لبنان في كاليفورنيا الاسبوع القادم.
وهذا غيض من فيد، إذ لا يسعى هنا ذكر جميع انجازات طلابنا فأعذروني. أما محافظ جبل لبنان الاستاذ محمد مكاوي فقال: يسرّني أن أشارككم الليلة حفل تخرجكم في أرجاء كلّية خالد بن الوليد ـ الحرج، وتعود بي الذاكرة إلى ذلك اليوم الذي كنت أقف فيه حيث تقفون الآن، يوم تسلمت شهادتي وانطلقت إلى ميدان الاختصاص محصناً بالعلم والأخلاق وفضائل المقاصد الاسلامية.
في هذا الحفل المحبّب، ومن هذه الكلية بالذات، أكرّر وفائي وتقديري لما اكتسبته فيها من تعليم منهجيّ، وتربية إسلامية تدرجتُ بها نحو فهمٍ متكاملٍ لرسالة الإسلام والتمسك بقيمه السامية، والتنشئة على الخصال العربية، وتطويرِ روحِ العمل الفريقي لتعزيز الشعور بالمسؤولية، والثقة بالنفس، والتصميم الأكيد على بلوغ أقصى الطموح.
بهذا التصميم، إنطلقتُ إلى الحياة العملية بعد الانتهاء من التحصيل الجامعي، فدخلت سلك القضاء وفي ذهني ووجداني ما حمّلتني إياه المقاصد، فما حصدت الاّ التقدير وما نلتُ تهنئةً الاّ بعد الأعمال البيّنات! ولما استدعيتُ لمنصب محافظ جبل لبنان حرصتُ على إحقاق الحق الذي يحميهِ القانون، مع أدراكي ان المسؤولية حملها ثقيل، ومن وضعها على أكتافه تنغرس علامات قدميه في الأرض وتبقى، وتيقنتُ ان حياة الانسان من دون مسؤولية، خفيفة: تطيرُ وتتلاشى مع مرور الأيام، فلا ترضخوا لضغط أو إغراء تحت أي ظرفٍ كان !
الليلة: أجدّدُ إعلان نَسَبي إلى العائلة المقاصدية العريقة، التي أعطت خريجيها مبادئ وطنية صادقة، وجعلت منهم جيلاً مسلماً ناضجاً، مُنفتحاً، لا يعرف العصبية والتطرف، فارتبط تاريخها بتاريخ لبنان واتصل استمرارها ببناء الدولة وتطورها وأثر وجودها.
أيها المتخرجون، في الماضي دلالة الحاضر، وفي الحاضر دلالة المستقبل: فلا مستقبلَ منيرٍ لنا اذا اهملنا ماضينا وجزء مهم من كياننا وشخصيتنا الوطنية التي تكوّنت وشكلت وصقلت من تاريخ هذه الكلّية وعبقرية المكان والزمان العريق لتبقى كما كانت تخرج شباباً كلهم عزيمة وعلم وانتماء ليكملوا المسيرة بأمانة وإخلاص.