أرانب نتنياهو المتعدّدة لنسف التّسوية (1)
بقلم د. وليد صافي
«أساس ميديا»
إسرائيل تنتظر وصول المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، بعدما بات ليلته في بيروت لتذليل بعض العقد من طريق الاتّفاق مع لبنان والحزب، على وقع الانقسام الذي يجري حول مشروع إنهاء الحرب في جنوب لبنان ووقف الأعمال العدائية وتطبيق القرار الأممي 1701، بهدف إبعاد الحزب إلى شمال نهر الليطاني وتأمين عودة سكّان شمالي إسرائيل.
تتحدّث الصحافة الإسرائيلية عن انقسام بين المستوى السياسي في الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو الذي يحترف اختراع الشروط لنسف فرص إسرائيل تنتظر وصول المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، بعدما بات ليلته في بيروت لتذليل بعض العقد من طريق الاتّفاق مع لبنان والحزب، على وقع الانقسام الذي يجري حول مشروع إنهاء الحرب في جنوب لبنان ووقف الأعمال العدائية وتطبيق القرار الأممي 1701، بهدف إبعاد الحزب إلى شمال نهر الليطاني وتأمين عودة سكّان شمالي إسرائيل.
تتحدّث الصحافة الإسرائيلية عن انقسام بين المستوى السياسي في الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو الذي يحترف اختراع الشروط لنسف فرص إنهاء حروب الجبهات المتعدّدة. يقف إلى يمينه ومعه الرباعي المؤلّف من وزراء المالية والأمن والخارجية والدفاع، ويقف بوجهه وضدّه المستوى العسكري المتمثّل بالثلاثي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيسَي الشاباك والموساد. فكيف ينظر الإسرائيليون إلى الوضع الحالي؟ وهل تسلك المسوّدة الأميركية – الإسرائيلية طريقها وتنتهي الحرب في جبهة الشمال، أم يسحب نتنياهو أرنباً جديداً ويعطّل التسوية؟
ينعكس التباين الكبير بين هذين المستويين، السياسي والعسكري، على جبهتَي غزة ولبنان، وما يدور في رأس نتنياهو من خطط بعيدة عن أهداف الحرب الحقيقية. إذ يرى قادة الأجهزة أنّ الإنجازات التي حقّقها الجيش الاسرائيلي على الجبهتين تنتظر استراتيجية سياسية تؤدّي إلى وقف الحرب وتحرير الرهائن وعودة سكّان الشمال إلى بيوتهم. التباين بين المستويين العسكري والسياسي ينسحب أيضاً على مجموعة من الجنرالات المتقاعدين الذين أعدّ باسمهم الجنرال غيورا آيلاند خطّة لشمال غزة تهدف إلى تهجير أكثر من 300 ألف غزّيّ ويطالبون اليوم الجيش بأن يوسّع عمليّاته في جنوب لبنان ويقيم منطقة عازلة لمنع عودة الحزب إلى الجنوب وتأمين شمال إسرائيل.
نتنياهو يريد “تجنيد” ترامب
لا يمكن فصل التسوية التي يحضّر لها على الجبهة الشمالية عن الوضع الذي يتحضّر له نتنياهو قبل وبعد جلوس الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في البيت الأبيض. وفي هذا الإطار قيل الكثير عن أنّ نتنياهو لا يريد تقديم أيّ هديّة لإدارة الرئيس جو بايدن، لا قبل الانتخابات الرئاسية ولا بعدها، فهذه الإدارة تعدّ له بعض المفاجآت، سواء في توسيع العقوبات على المستوطنين أو احتمال عدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن لتقييد المناورة البرّية في لبنان.
بالتأكيد ليس متوقّعاً أن يبقى نتنياهو غامضاً ومتشبّثاً برأيه وأن يناور مع صديقه ترامب كما فعل مع بايدن وإدارته. لكن ليس بالضرورة أن يقدّم له هدايا مجّانية، وأولويّته تبقى في الحفاظ على استقرار الائتلاف الحكومي الوحيد القادر على تمديد حياته السياسية، وإبعاد المقصلة القضائية عن رقبته. بالطبع وصول ترامب إلى البيت الأبيض غيّر الكثير. كتب آموس هرئيل في صحيفة “هآرتس” مقالاً بعنوان: “الاتّجاه الذي يسعى إليه نتنياهو يتّضح. أمّا خطط ترامب فلا تزال ضبابية”. وقال: “مع انتصار ترامب في الانتخابات الرئاسية، يبدو أنّه توجد فرصة لإعادة ترتيب الأوراق في الشرق الأوسط، مع إمكان إنقاذ إسرائيل من حرب الاستنزاف المستمرّة التي دُفعت إليها في عدد كبير من الجبهات”. وأضاف آموس أنّ “نتنياهو مقتنع بأنّه قادر على تجنيد ترامب لتحقيق أهدافه، مثلما جرى سابقاً. لكن يبدو أنّ الرئيس الأميركي المنتخب، وكعادته، يبعث رسائل من الصعب فهمها منذ انتصاره يوم 5 تشرين الثاني. ويبدو أنّ الصورة ستتّضح فقط بعد دخوله البيت الأبيض يوم 20 كانون الثاني”.
فيما قال مايكل أورن في “يديعوت أحرونوت” إنّه “سيكون لعودة ترامب القريبة إلى المكتب البيضاوي تداعيات بعيدة المدى على إسرائيل، وعلى الشرق الأوسط. ويمكن أن يتحقّق العديد من الإنجازات الدبلوماسية إذا عرفت إسرائيل كيف تتصرّف بصدق وحكمة حياله. ويجب أن نأخذ في حسابنا مواقفه من عدد من الموضوعات، مثل إنهاء الحرب وتحقيق السلام. ويتعيّن علينا أن نسمح له بمساعدتنا، مثلما ساعد الرئيس الأميركي جيمي كارتر مناحيم بيغن عام 1979 في كامب ديفيد عندما وصلت محادثات السلام بين مصر وإسرائيل إلى حائط مسدود، في ضوء مطالبة الرئيس المصري أنور السادات باقتلاع المستوطنات اليهودية، مثل مستوطنة يميت، والانسحاب من سيناء بأكملها”.
التّسوية من موقع القوّة
يرى مراقبون في إسرائيل ومنهم العديد من الصحافيين أنّ الجيش أنهى فعليّاً المهمّة المركزية في لبنان التي جرى تكليفه بها، وتتلخّص في تمشيط وهدم البنى التحتية في خطّ القرى الأوّل حتى مسافة 5 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل، ويتقدّم الآن الجيش إلى الخطّ الثاني من القرى، وأنّ رئيس هيئة الأركان غير متشجّع لخطوة كهذه ستواجه برأيه مشكلتين:
- الأولى هي الطقس الذي سيغدو أسوأ بسبب الشتاء القادم. وستكون هناك حاجة إلى تجنيد احتياط إضافي على الرغم من الشكاوى المتراكمة بشأن العبء الثقيل على نسبة قليلة جداً من المجتمع.
- والثانية كما يرى رون بن يشاي في “يديعوت أحرونوت” أنّ الجيش يعمل حالياً من أجل التوصّل إلى اتفاق من موقع القوّة بتحقيق هدفين:
- الأوّل استخدام الضغط العسكري من أجل الدفع قدماً بصيغة القرار 1701 بلاس. والزيادة هي منح الجيش الإسرائيلي الحقّ في فرض الاتّفاق بالقوّة، إذا لم يقُم الجيش اللبناني واليونيفيل بمهمّتهما.
- والثاني هو إعداد الأرضيّة في لبنان “لليوم التالي”، الذي سيقوم فيه الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل بمنع الوجود المسلّح للحزب في منطقة جنوبي الليطاني وغربه، خصوصاً في منطقة “قرى الانطلاق” الشيعية في الجانب اللبناني من الحدود، التي تحوّلت،
يتبع الإثنين